{عـــــــــذرا رمضــــــــــــــــان}}
عذرا رمضان أقولها وأنا أعلم أن الاعتذار لا يداوي لك جرحا ولا يزيل عنك حزنا , أقولها و يتعصر قلبي من الألم والحسرة على أيام مضت منك مسرعة واناس عنك روحانيتك معرضة ... الا من رحم الله ماان هل هلالك حتى وجدنا تسابقا وتهافتا من القنوات في عرض المسلسلات الفاضحة ..... بالأمس كانت لميس وكان مهند ... واليوم علياء وعينيها ,,, ولجذب اكبر عدد من ضعاف الايمان كانت القصة ( بدوية ) تمتزج بالبادية ومافيها والاساءة الى تلك الحياة الجميلة بصفائها ونقائها وفطرة اهلها ,, اساءة اليها من حيث حصرها في قصص الحب والغرام والهيام وقصائده .. فهل حياة البادية كانت كذلك فقط ؟؟ لقد عاش أشرف الأنبياء والمرسلين عليه الصلاة والسلام طفولته فيها مع حليمة السعدية فما بالنا اليوم لانرى من المسلسلات البدوية الا قصص الحب والغرام ؟؟ وكما قال شيخنا الفاضل عبد المصلح في احدى فتاويه لم نر مسلسلا يحث على مكارم الاخلاق ,, لم نر مسلسلا يحكي البطولات فهل ينقص البعض منا معاناة وجوع وتعطش الى العاطفة زوجية كانت او اسرية ؟ لتأتي مثل هذه المسلسلات تخدش الحياء وتضيع اجر صيام يوم كامل ,,, عذرا رمضان فلم نعرف لك قيمة ولن نعرفها الا بعد ان نفقدك للأبد تحت الثرى فالله المستعان ...
نظل ننتقد ونلوم ونعتب ونغضب ولم يحاول البعض منا ترجمة تلك الانفعالات الى عمل .. لم يقم الاب بالغاء القنوات الماجنة وتشفيرها وانما استسلم لرغبات أبنائه وبناته وغفل عن قوله تعالى ( يأيها الذين امنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما امرهم ويفعلون ما يؤمرون ) ولم يقم مالك أي من القنوات بمنع البرامج الفاضحة على الاقل في هذا في هذا الشهر وانما اكتفى البعض منهم بوضع بعض البرامج الدينية ويشكرون على ذلك من باب الانصاف والعدل ,, ولم تقم تلك الام الحنون بالزام ابنائها وبناتها احترام هذا الشهر ومراقبة الله جل وعلا وتعليمهم غض البصر عن الحرام وصوم الجوارح ,,, الى متى نسيئ الى هذا الضيف الغالي ؟؟ الى متى لا يعرف البعض منا له قدرا ولا حرمة ؟؟ الى متى يكون صيام البعض منا الا من رحم الله في النهار فقط حتى ان جاء موعد الافطار كان الافطار على ماحرم الله ؟؟ لكل ذلك اقول بكل الالم والحسرة عذرا رمضان ... عذرا فهناك من هم تحت الانقاض يعيشون الرعب والخوف من دوي المتفجرات والمدافع ومع ذلك منهم من يقوم بحقك ويحسن ضيافتك بخلاف من هم في امن وامان .. ولكن مع كل ذلك مازال الخير فينا وسيبقى قلائل يستثمرون اوقاتك ونفحاتك وسيبقى اناس يجددون التوبة ستعود تلك الفتاة التي اغرتها لميس ونور وغيرهن من الفاسقات ستعود الى ذرف دموع التوبة وستلجأ الى الرحمن تدعوه بالزوج الصالح المحب والذي يعفها ,, وسيعود ذلك الشاب الغارق المحرمات والملهيات الى غفار الذنوب يبكي يدعوه ويطلبه الهداية وذاك الزوج وتلك الزوجة سيعودون جميعهم الى تدارك مافاتهم سنعود جميعا يا رمضان الى اغتنام مابقي من ايامك ,,,, فعذرا رمضان .....